ألقَطْرَة
زَمَنُ استمرار الزَّمن - بلادُ الجَليد الدّائِم
وجُمِّدْتُ قَطْرَةَ ماءٍ حيثُ لا قَدَمُ إنسانٍ خَطَتْ، ولا طَيْرٌ سَما، ولا لَهيبُ نارٍ أَذابَ أو سَكَن. ولكنْ، ما هَمِّي وأنا جُزءٌ في اندِماج وجودٍ وعَدَم؟
ألقَصيدة
زَمَنُ هدوءٍ على ضِفاف الفُلغا
وتَناقَلَتْني ذاكرةُ شَعبٍ، قَصيدةً لا شاعرَ لها، تَقول:
بُنَيَّ، إنْ شَدَّكَ الحَنينُ إليَّ،
وقَدِ انْدَمَجْتُ برَحيلي،
عِشْ حياتَكَ، مِلأَها؛
ومَتى انْدَمَجْتَ، بدَوركَ،
اقْصُدْ صَوْمَعَتي، في العَدَجُود،
تَجِدْني، هناكَ،
حامِلاً يَراعَةً ووَرَقَةً،
أَبْحَثُ عن جَديد
ألمُومِس
عَهْدُ لُسْيُس تَرْكِنْيُس سوبِِربُس - روما
ورَأَيْتُني، في الطُّرُقات، أَبِيعُ الهَوَى لِمَن يَدْفَع. وأمَّا الهَوَى فأنواعٌ كُنْتُ أُنَفِّذُها، جميعَها، صاغِرَةً، وأُجِيدُ مُعظَمَها؛ وأمَّا الدَّفعُ فقَبلَ التَّنفيذ في الغالِب، وبالسِّعر الرَّائِج في العادة: هكذا علَّمَتْني الأيَّام، وهكذا عَمِلْت.
ما تَسَتَّرْتُ بأسبابٍ مُوجِبَةٍ حَدَتْني على اختِيار أقدم مِهَن التَّاريخ، فقَد أَحْبَبْتُها، تلك المِهنة؛ لا بَل جَعَلَتْني فلسَفتي الخاصَّةُ أَفْتَخِرُ بها وبفاعِلِيَّتها في المُساعَدة على تأمين تَوازُن العُنصُر الذَّكَرِيِّ في المُجتَمع.
وإذْ رُغِبَ بي فَتِيَّةً، واشْتُهِيتُ شابَّةً، وطُلِبْتُ لخِبْرَتي في مراحِل كُهولَتي الأولى، أُعْرِضَ عنَّي في ما بَعد، فغَدَوْتُ أَسْعى لِرِزْقي في صُعوبة، وانْتَهَيْتُ مُتَسوِّلَةً في الطُّرُقاتِ الَّتي كُنْتُ، يومًا، حُوْرِيَّتَها.
ولمَّا دَنا أَجَلي، لَمْ أَجِدْ مَن يُسْقِيني جَرْعَةَ ماءٍ أنا مَن أَرْضَعَتِ الآلافَ حُبًّا، وفَرَّجَتِ الهُمومَ، لا بَل أَصْلَحَتِ النُّفوس.
أَوَيَكونُ، هذا، جَزاءُ المَعروف؟
من "المُنعَتِق" - الجُزءُ الأوَّل
©الحقوق محفوظة - دار نعمان للثقافة